المتابعون

الجمعة، 20 مايو 2011

الطفـــل والإعـــــلام

بسم الله الرحمان الرحيم



*تمهيد
         قبل الخوض في علاقة الطفل بالإعلام لابد أن نبدأ من البداية فهذا الطفل ليس كائنا خرافيا اسقط من المريخ ،هو إنسان، هو كل لا يتجزأ من جسم  و عقيدة و خلق و طبائع،هو ابن للزوج من البشر وهو ابن بيئة و محصلة لتربية حسنت أو ساءت
تنبيه:النقد الموجه هو لاسلوب التربية الفاشلة و ليس للكثير من الأولياء الموفَّقين الذين لا نملك الا دعاء لهم و الثناء عليهم.
         الأصل أن يكون الطفل سويا و الاستثناء ان يكون عِصابيا بمعنى ذا عاهة خُلقية،لكن و للأسف هذا الاستثناء الخُلقي صار على أيامنا ظاهرة لا يصحّ بأي حال من الأحوال نكرانها،فلننظر في ايّ بيئة نشأ هذا الطفل؟وأي تربية تلقاه؟ا و ممن؟
     في حقيقة الأمر عبارتا: الصبي و العائلة لازمتان لا تفترقان،ولنبدأ بهذين الوالدين كيف يجب؟ و كيف هي حال علاقتهما؟ فهما موجودان قبل ان تبصر عينا الطفل نور الحياة ،هذه العلاقة تنعكس سلبا أو ايجابا على تنشئة ابنهم.
 تتسم علاقة  كثير من الوالدين بالجفاء و الغلظة و التشنج و الصراخ و الخصام حتى العنف مما يولّد عند الطفل شعورا بالخوف و الضيق و التهديد الميل للطرف الأضعف.لكن هل هذا ما يجب ان تكون عليه علاقة الزوجين؟لنعد ألف و أربعمائة حولا الى و راء، الى المنبع الذي لا ينضب،الى الإسلام الأول و نحكّم سيرة خير الخلق فينا،يقول عليه  افضل الصلاة و ازكى السلام" لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " .
 أمّا ما للزوجة فيقول عليه الصلاة والسلام في ردّه على سؤال أحد الصحابة:يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت) حديث حسن رواه أبو داود). وقال أيضا" استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج،
والشواهد على ذلك كثيرة،
    هذان الحديثان أردّ بهما عن المتبجحين الزاعقين كالغربان يتساءلون عن المساواة بين المرأة و الرجل ،حتى الصياغة غير بريئة فتقدّم المرأة على الرجل،أردّ عليهم كذلك بقول الله تعالى" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"
وقد فسر الفقهاء قوامة التفضيل بشهادة الرجل تعدل امرأتين و في الميراث والصلاة في المسجد.ولنا عودة لهذا الموضوع عند الحديث عن علاقة الآباء بالأبناء.
1-الأم والابن والاعلام
والله يعجز المرء في ايجاد تعريف يليق بمقام  الأم،لكن هل هذه الأم – على أيامنا-هي كما يجب أن تكون؟،في حقيقة الأمر عاطفة الأم تغلب في الكثير من الأحيان على  العقل فتسعى الى حماية ابنها و التستر عليه و ان أخطأ فتضطرّ الى الكذب على الزوج و كتمان الحقيقة بل و تتمادى في الإدعاء ضنا منها أنها تحميه و في حقيقة الأمر هي تضر به من حيث أرادت ان تنفعه،يبدأ تمرّد الابناء على إخوتهم الذين يكبرونهم أو يصغرونهم،واذا لم تتفطّن الأم لذلك فيتعاظم الأمر حتى يصير عقوقا لها و يستفحل الأمر  ليس من حيث الدرجة و انما من حيث العواقب بعقوق الأب،ليصدق الصادق في حديثه عند سؤاله جبريل عليه السلام عن علامات الساعة قال" أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " رواه مسلم
فهذه الأم لم تلد ربها و ربتها فقط بل و ولدت لنا رباتنا و أربابنا و قِسْ على ذلك ما نراه هذه الأيام من تطاول صبية مراهقين على من هو أكبر منهم سنا بل و على معلّميهم و أساتذتهم .
بل ان الكثير من الامهات لا تجد حرجا في مشاهدة المسلسلات جاور بناتها و ابنئها و يصل بهن الامر ان تلح على بناتها سرد ما فاتها من مشاهد المسلسلات،ماذا تقدم لنا هذه المسلسلات؟مسلسل تركي يشرّع للخيانة الزوجية و علاقات الزنا،و من المضحكات المبكيات ان حدثني زميل انه يسمع من تلاميذه في التحضيري(5سنوات من العمر) عبارات المسلسلات المدبلجة مستنسخة"أطخك أأوصك.... حقير...."
 انّ حديث أنس في الصحيحين،  "انصر أخاك ظالما أو مظلوما  قال أحد الصحابة: هذا أخي أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه وتمنعه عن الظلم"
2-علاقة الاباء بالابناء
هؤلاء المتشدّقين بالمساواة الذين يريدون ان يحرّفوا فطرة الله فليسمعوا هذه القصة الرائعة لسيرة خير الخلق.قال الحسن : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه ، في ناحية القوم ، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى ، قال : فلبث قليلاً ، فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه ، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهلا على فخذك الأخرى " ، فحملها على فخذه الأخرى ، فقال صلى الله عليه وسلم : " الآن عدلت "
وجاء رجل إلى عبدالله بن المبارك يشكو إليه ولده ، فقال : أدعوت عليه ؟ قال : نعم ، قال : أنت أفسدته.
الأصل أنّ الأم و الأب هما المسؤولان الأولان عن تربية ابنائهما عملا بالحديث الجامع: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، وهي مسئولة عن رعيتها ، والولد راع في مال أبيه ، وهو مسئول عن رعيته ، والعبد راع في مال سيده ، وهو مسئول عن رعيته ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " أخرجاه في الصحيحين.هذان الأبوان استقالا طوعا من مسؤولياتهما وأوكلا الإعلام و الشارع و رفقة السوء  مهمة تربية ابنائهما ،ماذا يقدم هذا الإعلام؟
3-الطفل  والاعلام
ان البرامج الموجهة للصغار فيها من الخطورة ما يهدد عقيدة الطفل و تركيبته النفسية فهذه البرامج هي بنت بيئة غريبة لها مبادئ صانعها يمررها الى ابناء جلدته و يستهدف الغير الضعيف غير المحصن. فبطل الصور المتحركة جبار ينسف الجبال نسفا و يحول المخلوقات و يطلق الشتائم و يعنّف و لا ننسى توجه الدبلجة في العالم العربي للمنتوج الغربي الى اللهجات العامية فلا استفاد الطفل من قصص وقيم مأخوذة من بيئته ولا استفاد من تنمية قدراته العقلية ولا اللغوية
لايقف خطر الإعلام عند المحاكاة الطفل بالشخصيات الكرتونية بل و يتأثر بالبرامج الموجه للكبار،فماهي هذه البرامج؟
 فنأخذ بعض الأمثلة:
*التلفزة الوطنيّة أو ما يعرف بتونس 7:
-مسلسل "شوفلي حل" اخصائي نفساني  يهيم بسكرتيرته و شقيق خاتم في اصبع زوجته سليطة اللسان ...
-مسلسل صيد الريم:صاحب معمل زير نساء وعلاقات محرمة و سكر...
-برنامج ديني تقدمه مذيعة في كامل تبرجها و من حولها اشباه مشايخ...

-و الأخطر منوعة لتنشئة الأطفال"ستار صغار" على الميوعة والرقص و الغناء و أي غناء غناء متهتك رخيص،في الوقت الذي يعلم فيه الصهاينة ابناءهم رموز العلم الصهيوني،اولى بالجمعيات الحقوقية رفع قضية في هؤلاء العملاء و المخنثين بدل اللهث وراء تعديل دستوري ومادة انتخابية.
*نسمة:
-مسلسل تركي أقل ما يقال فيه ساقط أخلاقيا .
-أغاني غربية مرَضِيّة
-ودعوة الى دكتاتورية علمانية
* حنبعل:
-ملحدون يفتون في الحجاب و ينكرون وجود الله و يشرعون للزنا
*اذاعة الزيتونة :
-حتى اذاعة الزيتونة على نبل كثير من برامجها لم تسلم من الصوفية المشوهة من تبرك بالاولياء الصالحين والاستغاثة بغير الله"يالطيف"و تحقير الصحابة"سيدي النبي و شلتو،يضوي كتيب نيون و غيرها.
* اذاعة تطاوين:
- مثلا قبل سنة كن في استماع لبرنامج ليلي لإذاعة تطاوين و فجأة أحسست بتخدر في أطرافي من هول ما سمعت ،فاصل غنائي :أغنية باللغة الانجليزية والله لا تمرر في أكثر البرامج الغربية استهتارا،طلبت الإذاعة على الفور و نبهتهم أنْ تحرّوا !!!
-برنامج إذاعي للطبول و المزامير وإفساد الشيوخ المسنين أقول لهؤلاء لا تتعللوا بمقولة"طلب الجمهور" ، قال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا"سورة الإسراء: 64

جاء في تفسير الجلالين: وَاسْتَفْزِزْ}: "استخف"، {بِصَوْتِكَ}: "بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية"، وهذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد.
 روى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: «سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: "يا نافع هل تسمع شيئا؟"، قال: فقلت: "لا"، قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا"» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}، فقال: "والله الذي لا إله غيره هو الغناء" - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم)

بقلم: عبدالله موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اختبار الثلاثي الثاني /سداسي الثاني ايقاظ سنة5

 اضغط على الصورة للمرور إلى رابط الاختبار 👇