المتابعون

الأحد، 11 مايو 2014

بين الأبارتهايد و اللاعدالة

كنتُ أسخر من الأسلوب الذي عالجت به جنوب افريقيا جراحها بعد سقوط نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) باجتماع الضحيّة و الجلاّد في قاعات محاضرات كبيرة و يقف المجرم أمام المصدح و يروي تفاصيل جرائمه و الضحايا و أقرباء الضحايا يكفكفون دموعهم و يقف الضحيّة أو قريب الضحيّة فيروي البشاعات التي مرّ بها و يغالب التمساح-أعني المجرم دموع التماسيح فتكون دمعته تكفيرا عن ذنبه و تعميدا جديدا يباركه اليسوع حسب معتقدهم.
لكن ما لبثت سخريتي أن تحولت إلى ابتسامة صفراء مرّة مرارة الحنضل و أنا أشاهد الجلادين في بلدي يفرج عنهم و يخرجون براءة الواحد تلو الآخر ،على الأقل في النسخة الجنوب افريقية تباكى الجلاد و سمع الضحيّة اعتذاره لكن في بلدي يخرج المجرم شامخ الهامة مرفوع الرّأس،بل وصل الأمر بإحدى قريبات سفاح سفك دماء أحد ضحايا انتفاضة 2010- 2011 أن قدّمت قضيّة في أخت هذا القتيل لأنها وصفتها بأخت المجرم و أغلب الظن أن هذه المدّعية الوقحة التي تجرأت بأن نعتتها بذلك الوصف أن تمدّ يديها ضراعة لأخت الجلاد-أقصد البريء متضرّعة طالبة عفو الكريمات،يا الله على العدالة و على بلدي الجميل العادل المعتدل المتسامح و على قضائنا المستقل النّظيف اللطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اختبار الثلاثي الثاني /سداسي الثاني ايقاظ سنة5

 اضغط على الصورة للمرور إلى رابط الاختبار 👇