في حقيقة الأمر لم تكن الماسونيّة في تونس
بعيدة عن المشهد العام السياسي و الإقتصادي و حتّى الإجتماعي -و هنا مربط الفرس-
فمعلوم للمتابعين
للمنظّمات و التنظيمات العالميّة السريّة منها و العلنيّة أنّ لكل منها منهجها و
بروتكولاتها الضّابطة للتسيير داخلها تصل بمن يخالفها حتّى إلى التصفية الجسديّة و
طمس الأثر.
لنبدأ من البداية،مع دولة الإستقلال و فترة
إعداد بورقيبة لتولّي زمام السلطة في تونس و ذلك خلال فترة تدريبيّة في فرنسا ادخل
على إثرها إلى تونس عبر ميناء حلق الوادي بأسلوب اقل ما يقال عنه سينمائيّ متطيا
صهوة جواد...
خفايا تلك الحقبة و أعضاء الحركة الماسونيّة
في تلك الفترة معطياتها شحيحة لانتهاج هذه المنظّمة طابع السرّيّة لعملها حتّى
جاءت فترة أواخر الثمانينات و المؤتمر الشهير للمحفل الماسوني بباريس اتخذ على
اثره قرارات رادكاليّة بكل ما في العبارة من معنى،منها السماح بعضويّة التّنظيمات الماسونيّة
للنساء و الملحدين و لاحقا الشّواذ
.
.
هذه القرارات زعزعت إلى حدّ ما أركان
المنظّمة و جلبت سخط فئة كبيرة من القدماء بل أجبرت العديد منهم على هجر المنظّمة
طبعا من حيث الطابع الحضوري و ما خلا ذلك فالولاء أبديّ و هذا هو أحد أركان القسم
أو التّعميد ان صحّ القول.
من القرارات الرادكاليّة الأخرى اظهار
وجود التنظيم و الإنتقال من السريّة المطلقة إلى "الوجود الخفيّ"عبر
رموز و أحجيات تحيط بالمنظّمات التابعة لها ..
لإهتمامي بالجانب التّربوي سأقدّم لكم مثالا محلّيّا:
انّه جمعيّة
صوت و صورة المرأة هذه الجمعيّة تشتغل على دبلجة وثائقيات و أفلام ذات موضوع أحادي: نشر الرّذيلة و الإلحاد بتعلّة كشف المسكوت عنه بلهجة تونسيّة .
صوت و صورة المرأة هذه الجمعيّة تشتغل على دبلجة وثائقيات و أفلام ذات موضوع أحادي: نشر الرّذيلة و الإلحاد بتعلّة كشف المسكوت عنه بلهجة تونسيّة .
لم تكن هذه الجمعيّة تجرأ على الإعلان عن
وجودها قبل سقوط النظام السابق لا لأنه كان حريصا على الهويّة الوطنيّة و لكن
تفاديا للقلاق و متاعب هو في غنى عنها
الأعجب من هذا أنّ بن علي و حرمه كانا
منخرطين تمام الإنخراط في علاقة عمل مع التّنظيمات الماسونيّة في تونس و ذلك أمر
يطول شرحه و حوله محاذير عديدة..
إليكم صورة تعويذة جمعيّة صوت و صورة المرأة
التي نشطت بعد سقوط بن علي و قد استعدّت للنشاط داخل الإعداديات و الثانويات من
خلال أندية تنظّمها لكن التركيز الإعلامي و الغضب الشعبي دفعها إلى التراجع مؤقّتا و لا أعتقد أبدا أنها ستستسلم للأمر
الواقع و أغلب الظن أنها ستعيد المحاولة مرّات حتّى تنجح و لكم أن تلاحظوا
المشترك بينها و بين شعار الماسونيّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق